صورة بانر

أقسام الوصول السريع (مربع البحث)

📁 آخر الأخبار

خلف القضبان حكايات من نور: لماذا يجب أن نروي قصص آبائنا؟

 


في زوايا الذاكرة، هناك غرف قد تبدو مظلمة، لكنها في الحقيقة تفيض بالنور. غرف قضى فيها آباؤنا وأجدادنا سنوات من أعمارهم، لا لشيء سوى لأن كلمة "لا" كانت مبدأهم في وجه الطغيان. هؤلاء هم سجناؤنا السياسيون، الذين حوّلوا العتمة إلى فضاء للمقاومة والصبر.

قد يسأل جيل اليوم: "لماذا نعود إلى الماضي؟" والجواب بسيط: لأن في تلك القصص دروساً لا يمكن أن نجدها في أي كتاب. قصة ذلك الأب الذي قضى عقدين في السجن، ثم خرج ليعلّم أبناءه معنى الوطن. حكاية تلك الأم التي كانت تهرب الرسائل لأبنائها المعتقلين، وزرعت فيهم الأمل رغم اليأس.

هذه ليست مجرد ذكريات مؤلمة، بل هي ملاحم إنسانية عن الصمود، عن قوة الروح البشرية، وعن معنى أن تختار المبدأ على الحياة الهانئة. مهمتنا اليوم، ومهمة مؤسسة السجناء السياسيين، هي أن نُبقي هذه الحكايات حية. أن نحولها من مجرد أرقام في سجلات إلى قصص ملهمة تُروى في مدارسنا، وتُعرض في إعلامنا، وتُكتب في تاريخنا.

عندما نروي قصة سجين سياسي، فإننا لا نستجدي عطفاً، بل نُشعل شمعة أمل. نُعلّم أبناءنا أن الحرية غالية، وأن الشرف لا يقدر بثمن، وأن العراق الذي نعيش فيه اليوم، بُني على تضحيات عظيمة لا يجب أن تُنسى أبداً.

الكاتب.
الكاتب.
تعليقات